الخبتي متحدثا في أدبي جدة.
الخبتي متحدثا في أدبي جدة.
رئيس النادي الأدبي د.عبدالله عويقل متوسطا عبدالله دحلان وعلي الخبتي.
رئيس النادي الأدبي د.عبدالله عويقل متوسطا عبدالله دحلان وعلي الخبتي.
-A +A
صالح شبرق (جدة) okaz_online@
أقام النادي الأدبي الثقافي بمحافظة جدة ضمن فعاليات البرنامج الرمضاني الثقافي مساء أمس الأول (الثلاثاء) محاضرة بعنوان قراءة في كتاب الأمير خالد الفيصل (إن لم.. فمن..؟!) ألقاها وكيل وزارة التربية والتعليم سابقا والأستاذ بجامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور علي الخبتي وأدار المحاضرة الدكتور عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي.

واستهل الخبتي الحديث قائلا: «قبل أن أبدأ في قراءة الكتاب أود أن أسجل هنا أن ما سأقوله هو قراءتي أنا للكتاب وليس بالضرورة ما قصده الكاتب، أرجو أن يكون ذلك واضحاً». وقال قررت قراءة الكتاب لسببين؛ الأول: لمكانة مؤلفه.. فمؤلفه فنان في الحكم.. أليس هو من قال: «وهل الحكم إلا فن؟!.مؤلفه حكيم في الفن.. إلهام في الشعر.. مؤلفه مجموعة إنسان.. بل هو موسوعة إنسان، والسبب الثاني: لمكانة القضية التي يطرحها وعمقها.. كتابٌ عنوانه سؤال مستفز: إنْ لمْ.. فَمَنْ..؟! يطرح قضية كبيرة.. كتابٌ عبارة عن سيرة ذاتية في ثوبٍ جديدٍ.. جعلهُ يقولُ «إنَّهَا ليستٍ سيرةً ذاتيَّةً»... وَلاَ مذكَّراتٍ شخصيَّةً». وقال الخبتي قسمتُ محاضرتِي الليلةَ إلى قسمَينِ: الأوَّلُ: عنِ النظريَّةِ والثَّانِي: قراءةٌ للكتابِ. بعدها تحدث الدكتور الخبتي عن حياة الأمير خالد الفيصل العملية والفنية والشعرية.


وقال الخبتي: "هذَا دليلٌ يؤكِّدهُ طرحُ هذَا الكتابِ في طريقةِ وأسلوبِ، وطريقةِ طرحِ هذَاالكتابِ إنْ لمْ... فَمَنْ..؟! يبدُو الأميرُ خالد الفيصل مهمومًا بقضايَا الأمَّةِ، وشبابِ الأمَّةِ، ومستقبلِ الأمَّةِ.. وفِي هذَا الكتابِ الذِي نستعرضُهُ اختارَ الأمير خالد الفيصل بعضَ التجاربِ ليسَ بهدفِ طرحِهَا في حدِّ ذاتِهَا، ولكنْ بهدفِ إثارةِ أسئلةٍ تحفِّزُ الفكرَ، وتُعمِلُ العقلَ، وتستفزُّ اليقظةَ.. أسئلةٌ بعضُهَا يسمِّيهَا علماءُ البلاغةِ الأسئلةُ الجدليَّةُ، تلكَ الأسئلة التي لا تتطلَّبُ إجابةً، لكنَّهَا تُحدِثَ التأثيرَ الكبيرَ فِي المتلقِّي للقضيَّةِ التِي يريدُ أنْ يطرحَهَا المؤلِّفُ أو الكاتبُ.. إجاباتُ هذِهِ الأسئلةِ عادةً مَا تكونُ واضحةً جدًّاً، مثلُ تساؤلِ الأميرِ خالد الفيصل في العنوانِ الذَي اختارَهُ للكتابِ: إنْ لمْ..فَمَنْ..؟!! نعرفُ تمامًا ماذَا يقصدُ الأميرُ مِن طرحِ السؤالِ.. هُو لا يهدفُ الحصولَ علَى إجابةٍ.. هُو يكرِّسُ الإجابةَ من خلالِ هذَا التساؤلِ، وهنَا العمقُ في الطرحِ للإقناعِ بالقضيَّةِ التِي يثيرُهَا بالسؤالِ الجدليِّ.. وهي -أيّ هذِهِ الوسيلة- أكثرُ تأثيرًاً مِن كتابةِ عدَّةِ صفحاتٍ يتمُّ كتابتُهَا للإقناعِ.. السؤالُ الجدليُّ الذِي يُطرحُ بهذهِ الصفةِ أوَّلاً يحدِثُ صعقةً في العقلِ تنبههُ بشكلٍ عميقٍ للفكرةِ المطروحةِ، وتجعلُهُ يفكرُ فيهَا.. وهذَا هُو المقصودُ من طرحِ السؤالِ، وليسَ الحصول علَى إجابةٍ هِي واضحةٌ جدًّا للسائلِ وللمتلقِّي.. الهدفُ الثَّانِي مِن طرحِ مثلِ هذَا السؤالِ هُو توجيهُ القارئِ بشكلٍ مقنعٍ وذكيٍّ إلى الوصولِ إلى الفكرةِ التِي يريدُ طرحَهَا، والاقتناعَ بهَا وتبنيهَا.. لمْ يقلْ لنَا الأميرُ خالد إنَّ هذِهِ هِي فكرتِي فاقتنعُوا بهَا، وإنَّمَا سدَّدَ إلى عقولِنَا سؤالاً جدليًّا واضحَ الفكرةِ والقضيَّةِ والمعنَى، والإجابةُ عنهُ تكونُ بمَا يريدُ الوصولَ إليهِ والإقناعَ بهِ، وهذَا عمقٌ في الطرحِ، وبلاغةٌ في الأسلوبِ.. هذَا ما يخصُّ العنوانَ.. ويمضِي خالدُ الفيصل في طرحِ الأسئلةِ التِي قالَ لنَا إنَّهُ يتأسَّفُ أنَّهُ أمضَى حياتَهُ وهُو لمْ يتنبَّهْ إلى ثقافتِهَا، إلى ثقافةِ السؤالِ التِي كانَ مِن الممكنِ أنْ توفِّرَ عليهِ الكثيرَ مِن عناءِ البحثِ، وتعجِّلَ لهُ النضجَ، وتعمِّقَ له التجربةَ: وأينَ كانَ السؤالُ في طفولتِي؟ لقدْ خسرتُ بعدمِ السؤالِ أكثرَ بكثيرٍ ممَّا خسرَ غيرِي بالجرأةِ علَى طرحِ السؤالِ.

وقال الدكتور الخبتي ونتيجة لذلكَ أمطرنَا فِي هذَا الكتابِ بالكثيرِ مِن الأسئلةِ.. ليسَ هذَا فحسبْ، بلْ نصحَ القارئَ وقالَ إنَّهُ نصحَ أبناءَهُ، وكلَّ القريبينَ منهُ أنْ يتبنُوا ثقافةَ السؤالِ في البيتِ، والعملِ، والمدرسةِ، والجامعةِ، وفي كلِّ مكانٍ يُوجدُونَ فيهِ، والتِي ستعجِّلُ لهمْ تجربتهُم وتثريهَا وتعمقهَا.. ومضَى الكتابُ في طرحِ الأسئلةِ بأسلوبِ الشاعرِ المرهفِ العميقِ.. قضيَّتهُ الإسلامُ والانتماءُ للوطنِ والإنجازِ.. إنَّهَا أسئلةٌ توجِّهُ العقلَ وتحثُّهُ علَى القيمِ والمُثلِ والأخلاقِ والتطويرِ والنجاحاتِ والمثابرةِ والاستمرارِ في عالمٍ لا يرحمُ الكسالَى، والمقصِّرينَ، والخاملِينَ.. يدعُو للوصولِ إلى العوالمِ المتقدِّمةِ.. يؤمنُ بأنَّنَا نملكُ كلَّ الأدواتِ التِي يجبُ أنْ تضعنَا في القمةِ.. وأنَّنَا إذَا لمْ نصلَ للقمةِ سنكونُ مقصِّرِينَ في استخدامِ أدواتِنَا التِي تنبعُ من دينِنَا وعقيدتِنَا وثوابتِنَا.. وهذَا الفكرُ نجدُهُ فِي كلِّ طرحٍ يطرحُهُ الأميرُ خالد الفيصل، ويتَّضحُ بجلاءٍ فِي هذَا الكتابِ.

وفي نهاية المحاضرة فتح الدكتور عبدالرحمن السلمي المجال أمام الحضور للمداخلات التي بدأها الدكتور عبدالله بن صادق دحلان، إذ شكر النادي على هذه الأمسية الرائعة التي تتحدث عن خالد الفيصل الأمير الإنسان. وتتالت المداخلات التي أثرت المحاضرة وفتحت آفاقا أخرى حول الكتاب. بعدها كرم رئيس النادي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي الدكتور علي الخبتي بحضور الدكتور عبدالله بن صادق دحلان بدرع تذكارية ولوحة تشكيلية.